Monday, December 26, 2016

💥قصة انشودة اسيا وافريقيا💥

      سأدون لكم  تتمات حول ( آسيا و افريقيا ) بقلم :المبدع صـــلاح الباشا....
نذكر وبكل الفخر والإعزاز إنفعال شاعرنا الأديب الكبير دكتور ( تاج السر الحسن ) والذي كتب تلك الرائعة في حق كفاح الشعوب وهو لايزال طالبا بعد في مرحلة ألجامعه التي درسها بالقاهرة في ذات الفترة التي كان عمالقة الأدب السوداني ينهلون العلم بالقاهرة – محي الدين فارس – الفيتوري- والراحل المقيم جيلي عبدالرحمن - .. غير أنه قد كتب ذلك النشيد أثناء العطلة بالسودان فيما بين مدينتي الأبيض وبارا .. فقد حصل الكابلي علي النشيد وأعجب به ايما إعجاب .. بل لم يكن تاج السر يعتقد بأن تلك المفردات تصلح للغناء .. لكن لأن الأستاذ كابلي قد أعجب جدا بمضامين العمل فإنه قد تملكه الإصرار والتصميم بأن يحوله إلي نشيد تصحبه الموسيقي والكورال .. وقد كان له ما أراد .
كانت حركة عدم الإنحياز التي تبناها كل من الزعماء الراحلين ( جمال عبدالناصر – والزعيم اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو – والقائد الهندي البانديت نهرو ) تمثل آمالا عريضة لشعوب العالم الثالث الذي كان الإستقطاب الدولي الكبير وقتذاك يعمل علي إنحياز الدول لقطب من القطبين بعد الحرب العالميه الثانية حين ظهر المعسكر الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفيتي ، في مقابل القطب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .. فكانت الحرب الباردة بين القطبين الكبيرين تغطي معظم مفاصل الأخبار السياسية العالميه قبل نصف قرن من الزمان ، أي منذ منتصف الخمسينيات وحتي تسعينيات القرن الماضي . ولتلك الأسباب قام اولئك الزعماء الثلاثه – ناصر وتيتو ونهرو- بتكوين كتلة عدم الإنحياز التي ضمت العديد من دول العالم الثالث وقتذاك حيث كانت همومها متشابهة وقضاياها متقاربه .. فكانت اندونيسيا في جنوب شرق آسيا هي التي وقع عليها الإختيار لإنعقاد اول مؤتمر ، حيث شهدت مدينة باندونق جلسات إنعقاد ذلك المؤتمر التاريخي ... وهنا نذكر طرفه حدثت إبان الجلسه الأولي للمؤتمر ، حيث كانت إدارة المؤتمر قد وضعت أعلام صغيرة للدول المشاركه علي طاولة كل وفد .. إلا السودان والذي لم يكن قد نال إستقلاله بالكامل عام 1955م حيث كان تحت الحكم الذاتي التمهيدي بزعامة الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري رئيس وفد السودان في المؤتمر ، وحينها إقترح عبدالناصر بأن ينضم الوفد السوداني إلي الوفد المصري وتحت العلم المصري ، غير أن الزعيم الأزهري كان قد إحتاط مبكرا لهذا الموقف ، فأخرج من جيب الجاكيت قطعة قماش بيضاء اللون ومصممة في شكل علم حسب المقاس المحدد ووضعها في مكان العلم .. وبهذا التصرف جلس وفد السودان مستقلا داخل القاعه .. بل كان خطاب الأزهري من أكثر الخطب التي نالت الثناء من كتلة عدم الإنحياز .. فلم تمر شهور قليله إلا وينال السودان إستقلاله من الإستعمار البريطاني.
وقد ظل ذلك النشيد ( آسيا وأفريقيا ) يحمل بين طياته اسماء الرموز الوطنية التي كانت تقود حركات التحرر الوطني من الإستعمار في القارتين آنذاك .. ومن النشيد حفظنا اسماء الزعيم الكيني جومو كنياتا .. والأندونيسي احمد سوكارنو .. والزعيم الهندي التاريخي المهاتما غاندي .. وشاعر الهند العظيم طاغور .. ومن النشيد تعرفنا علي تحرير قناة السويس وعلي كفاح شعب الجزائر .. وعلي قوة الجيوش المغربية .
ولايزال التاريخ يسجل كيف وقف الزعيم جمال عبدالناصر حين انشد أمامه الأستاذ الكابلي في الحفل الذي أقامه الرئيس الراحل الفريق إبر اهيم عبود إبان زيارة ناصر للخرطوم في عام 1960م .. حين أبدع الكابلي في أنشودة تاج السر الحسن .
وأذكر هنا .. جلسه طويله جمعتني في القاهرة ذات مساء وبمقر صحيفة الخرطوم بحي جاردن سيتي حين كانت الخرطوم تصدر من الخارج .. كان حضورها الأستاذ الصديق فيصل محمد صالح مدير الخرطوم آنذاك ورئيس تحرير ( الأضواء ) حاليا ، و الزميله الصحفية المصريه الناشطه جداً ( أماني الطويل ) المهتمه بالشأن السياسي السوداني في الصحافة المصريه والزميل الصحفي الناشط ايضا ( فتحي الضو ) الذي هاجر إلي إستراليا فيما بعد .. فكانت أماني مندهشه حين قرأ لها الأخ فيصل مقاطع من أنشودة آسيا وأفريقيا ، وقد كان تعليق الأستاذة أماني بأنها لم تكن تعرف بأن أدباء ومطربي السودان كانوا فيما مضي يهتمون بقضايا الشعوب في ذلك الزمان البعيد .. بل لقد أعجبت جداً بمفردات ومضامين الشعر السوداني من خلال قراءات الأخ فيصل لها بعض مقاطع من أعمال الشاعر الدبلوماسي المهاجر ( محمد المكي إبراهيم) في رائعته ( لاخباء للعامريه ) التي تحمل الهم السياسي الرمزي في أجمل معانيه .
لكنني شخصياً .. لازلت أقف إجلالاً وإعجاباً لشعر دكتور تاج السر وقد كان في سن الصبا الباكر حين قال في قصيدته تلك .
حق للشعب السوداني أن يعتز بمثل هؤلاء .... هم مفخرة

انشودة اسيا وافريقيا
عندما اعزف ياقلبي الاناشيد القديمة
ويطل الفجر في قلبي على اجنح غيمة
ساغني اخر المقطع للارض الحميمة
للظلال الزرق في غابات كينبا والملايو
لرفاقي في البلاد الاسيوية
للملايو ولباندونق الفتية
لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدة
والتي اعزف في قلبي لها الف قصيدة
*********
ياصحابي صانعي المجد لشعبي
ياشموعا ضؤها الاخضر قلبي
باصحابي وعلى وهران يمشي اصدقائي
والقنال الحر يجري في دمائي
وانا في قلب افريقيا فدائي
وعلى باندونق ستمتد سمائي
ياصحابي ياقلوبا مفغمات بالصفاء
يا جباها شامخات كالضياء
عند حلفا وعند خط الاستواء
لست ادري فانا مازرت يوما اندونيسيا
ارض سوكارنو ولا شاهدت روسيا
غير اني والسنا من قلب افريقيا الجديدة
فد رايت الناس في قلب الملايو
مثل ما شاهدت جومو
ولقد شاهدت جومو مثل ما امتد
كضوء الفجر يوما
*******
مصر يا اخت بلادي يا شقيفة
يا رياضا عذبة النبع وريقة
يا حقيقة
مصر يا ام جمال وام صابر
ملء روحي انت يا اخت بلادي
فلنجتث من الوادي الاعادي
فلقد مدت لنا الايدي الصديقة
وجه غاندي وصدى الهند العميقة
صوت طاغور المغني
بجناحين من الشعر على روضة فن
يادمشق كلنا في الفجر والامال شرق
********
انت يا غابات كينيا يا ازاهر
يانجوما سمقت مثل المناير
يا جزائر
ها هنا ينطلق القوس الموشى
من كل دار وكل ممشى
نتلاقى كالرياح الاسيوية
كاناشيد الجيوش المغربية
واغني لرفاقي في البلاد الاسيوية
للملايو ولباندونق الفتية
*******

No comments:

Post a Comment

من هو الافضل للسودان

ويسألونك ..؟ محمد امين ابوالعواتك في اوقات الظلم وغياب السلم والامان والفقدان الموجع.. إن من يصنع الفرق هو كل من يوقد الامل وينشر شعاعه ويصن...

Search This Blog