Monday, December 26, 2016

مزيدأ من عبق أﻷمكنه الديوم الشرقيه ..

بعد انتهاء ثورة اللواء الأبيض في عام 1924 قررت سلطات الحاكم العام الانجليزي ترحيل أسر أبطالها من جوار سرايا الحاكم العام ومنطقة ابو جنزير وحى «الترس» الذى كان في منطقة قاعة الصداقة بالخرطوم ومزرعة ابو حسبو موقع جامعة السودان غرب استاد الخرطوم فانتقل ابو حشيش الى برى وهو من الأعيان فقامت برى ابو حشيش، أما أبو زيد سرور فانتقل الى بحرى فقامت على رحيله ديوم بحرى وما تبقى من السكان استقر بهم المقام في منطقة حديقة القرشى وكوّنوا ديوم الخرطوم. 
وحقد المستعمر عليهم لم ينته بترحيلهم وشتات شملهم بل إمتد الى اكثر من ذلك فقد سجلت هذه الأرض التى التأمت شملهم «بمريسة كورنرس» في أوراق الاراضي إبان فترة المستعمر. 
تبدأ ديوم الخرطوم بديم سلمان «مقر السفارة الكويتية حالياً»، وديم الفكى أزرق، ديم القشاشة «سوق القش»، ديم التعايشة «أحفاد الخليفة عبد الله التعايشة»، ديم الجوامعة، ديم العتالة، ديم سلك والذى اشتهر بمقولة الدخلو هلك، وديم برتى وينقسم لبرتى نيالا وبرتي الفاشر وديم الزبيرية أكبر ديوم الخرطوم مساحة وهو المنطقة غرب محطة باشدار، ديم سعد، ديم جبل، ديم يم يم، وكانت هناك خرافة تقول انهم كانوا يأكلون البشر، ديم النوبة وديم نمرة واحد وديم الشايقية»، وديم ابو قرشين صاحب التاريخ الذى لا يكتب... 
وبيوت الديوم شأنها شأن العمران في السودان حيث بيوت البوليس والسجانة تلفظها المدن الى الاطراف البعيدة، فنجد سجانة دهب في اطراف الديوم وترجع تسميتها للشيخ دهب الحلفاوى. 
والبيوت متشابهة التكوين متساوية في مساحتها، سقوقها من «الشرقانية» والحطب والزنك، ولا تذكر بيوت الديوم إلا ويذكر بحر أبيض الذى كان يملك 150 بيتاً أبوابها حمراء يمر كل صباح على قاطنيها «بحماره» الابيض العالى ويأخذ من كل بيت تعريفة، فأصدر الانجليز قراراً بمنع استخدام اللون الأحمر لتلوين الأبواب وإلا آلت ملكيته لبحر أبيض.. 
أهل البيوت حرفيون يجيدون البناء ويعملون بالوابورات وقليلُ منهم أفندية عملوا بالبوستة والسكة الحديد. 
وآلت التجارة الى يمانيين فكانت لهم دكاكين صغيرة ومنهم أبو ضهير، العامرى، حسين اليمانى، وجابر رتينة وهو أول من أدخل الرتينة الى الديوم.. 
وتناثرت في الديوم بعض القهاوى وأشهرها قهوة عبد الحميد محمد في ديم النوبة وقهوة محجوب السيد في ديم سعد شقيق علي السيد الذى أحضر أول جهاز راديو في الديوم أو كما قال إبراهيم فرج فندى. 
قبيل إنشاء مدرسة الديوم الشرقية العتيقة انطلقت شرارة العلم في الديوم من خلوة الشيخ محمد احمد ابو العزائم في ديم الزبيرية الذى تجمعت فيه قوات الزبير باشا فأخذ التسمية، 
وتحمل الماء على «القِرَب» والجوز وهو جركانتان من الصفيح يتوسطهما عود خشبى بشكل أفقى على هيئة ميزان وكانت القربة بـ «تعريفة». 
أما حركة المواصلات داخل الديوم وخارجها، بدأت بالأرجل والدواب حتى دخول العظمة، وهى عربة تجر بأربعة حصين على يد الصادق عبد الرحيم من ديم برتى فغنوا لها يا سائق العظمة.. 
عرف أهالي الديوم من اليهود هارونا بائع الزيت «بقرش ومليم»، وقد ذكر لنا الشيخ يوسف القدس: ان شيخة اليهود في تلك الحقبة امرأة شمطاء تدعى رحمة اليهودية، وكانت تسلف الأهالي بالفائض. 
كذلك الياهو شامون وسليمان ملكة وكانا تاجري اقمشة بالخرطوم ومن العجائب ان ابن الياهو شامون «ساسون» كان يعمل مهندساً لبلدية الخرطوم وقد اختارته إسرائيل وزيراً للعدل.. 
ثم استرجع يوسف القدس قائلاً: «أكبر تاجر يهودي مورس قولدن بيرج في شارع البرلمان». 
أول داية في ديوم الخرطوم اسمها لبيبة في ديم النوبة، وحواء السكرة والداية شول ثم الداية زهرة عباس. الشفخانة كانت في ديم برتى «مركز صحى حالياً» 
وقد تميزت منطقة الديوم بقشلاق الجيش المصرى حيث نجد قشلاق عباس في منطقة طلعت فريد وشرطة الدفاع المدني بالخرطوم «2» وقشلاق توفيق في مباني السكة الحديد شرق كوبرى المسلمية. 
كان لأفندية الديوم شرق المشاركة في الحرب العالمية الثانية، عندما كانت الديوم تتمدد في منطقة الخرطوم «2» قبيل ترحيلها الأخير، كما حكى لنا ابراهيم فرح أفندى من الذين شاركوا ضمن قوات دفاع السودان الى جانب الجيش البريطانى عام 1948م ومنهم الراحلون موسى باب الله، خالد سيد احمد، عبد الوهاب محمد احمد وغيرهم لم تفلح ذاكرة ابراهيم فرج في استحضار الاسماء.. 
ويقول ابراهيم: كنا نعمل بالبسطة وتم ضمنا لسلاح الإشارة تحت إمرة الضابط عباس جمال أو جمال عباس لا أدرى.. أما القائد فكان خواجة اسمه بيتر رتبته ميجر وهي تاج ودبورتان، و«تنقلنا في مرسى مطروح والجيزة ومنا من شارك في دخول كرن». 
في عام 1952م ضاقت الديوم بسكانها فجاء قرار ترحيلهم برداً وسلاماً، ووزعت لم الأراضي 400 متر مربع لكل أسرة مقابل 25 قرشاً فاشتكى سكان الديوم الى الحاكم العام من كبر المساحة الأمر الذى يصُعّب عليهم بنيانها فقرر الحاكم العام تقليصها الى 300 متر مربع، فلجأ أهالي الديوم الى السيدين علي الميرغنى وعبد الرحمن المهدى ليتوسط لهم عند الحاكم العام وفعل السيدان لتصبح المساحة 200 متر مربع ولو كانوا يدرون لما فعلوا ولما اشتكوا. 
الاندية وأبو قرشين والكولميت بيوت لفظتها الديوم الى الأطراف شأنها شأن السجانة وبيوت البوليس. 
«صهيتو» الحبشية كانت أشهر صاحبة كولميت وكذلك «آببا»، أما الاندية فتميزت بوجود الأعلام فوق سقفها، تمييزاً لها، وكانت للاعلام دلالات أخرى حيث يمنع وضع العلم فوق البيوت إلا الاندية، وبيوت الأغنياء بعد ان تحصى ثروتهم وتبلغ المليون جنيه، فكانت الأعلام حكراً على سرايا الحاكم العام وفوقها علما مصر وانجلترا وبيتي السيد علي الميرغنى والسيد عبد الرحمن المهدى. 
والاندية تفتح ابوابها منذ ان تشرق الشمس وحتى الخامسة وعندها يقف العسكري أمامها ويطلق صافرته معلناً نهاية العمل فيعود الاهالي الى مساكنهم وتبقى الاندية ملفوظة بعيداً عن البيوت. في المساحة الواقعة شرق مسجد البراهنية، والمعروف ان نهاية الاندية في الديوم كانت على يد الرئيس الاسبق جعفر نميرى وتم تعويض أصحابها بأراضٍ سكنية..
 

No comments:

Post a Comment

من هو الافضل للسودان

ويسألونك ..؟ محمد امين ابوالعواتك في اوقات الظلم وغياب السلم والامان والفقدان الموجع.. إن من يصنع الفرق هو كل من يوقد الامل وينشر شعاعه ويصن...

Search This Blog