Monday, October 10, 2016

قريبا ببيت السودان زكري ١٠٠عام علي وفاة السلطان علي دينار سلطان الفور بدافور:-

السلطان علي دينار
لقد ارتبط اسمه بمنطقة ابار علي التي تعتبر ميقات مكاني للحجيج وأسهم لعدة سنوات في كسوة الكعبة المشرفة وعرف محمله الذي كان يحرص على ان يكون محملا بكافة خيرات السودان و تاريخ مولده لم يعرف على وجه التحديد بيد انها اتفقت على انه يقع في الفترة ما بين عامي 1865 إلى 1870 وقد تضاربت الأقوال حول ظلمه وعدله إلا انها اتفقت على انه كان له الفضل في حفر ابار علي لسقيا الحجيج وكسوة الكعبة المشرفة لاعوام في هذا الإطار التقى مركز الخرطوم للاعلام الإلكتروني بحفيده النقيب احمد التجاني علي دينار للحديث عنه
خمسة قرون من الحكم
يقول النقيب أحمد التجاني دينار توارثت اسرتنا الحكم اكثر من 565 عام واشهر ملوكها السلطان علي دينار مشيرا الى ان اصول اسرتهم تعود إلى أمراء الدولة العباسية التي تفرقت بعد سقوط الاندلس حيث هاجر عندها بنو هلال على راسهم الأميرين أحمد وعلي إلى تونس بيد ان الخلافات نشبت بينهم إثر أحد الوشايات ورفع كل منهم سيفه في وجه الاخر وانتهت مبارزتهم بعقر قدم الأمير أحمد على يد أخيه الأمر الذي ترتب عليه نزوحه مرة اخرى من تونس واستقراره في منطقة جبل مرة بدارفور بالسودان
اصول الدين
رحب سلطان المنطقة ومواطنيها بالامير أحمد المعقور خاصة بعد ان بدأ في تعليم مواطني المنطقة اُصول الدين والفقه والعبادات بجانب اداب تناول الطعام في شكل جماعة بعد ان يسموا اسم الله مع عدم تناول ما يزيد عن حاجتهم حيث جرت العادة المحلية انذاك ان يتناول الموجودين كافة الاطعمة التي تحضرفي شكل جماعة وان لم يكن بهم جوع واطلقوا عليه لقب أحمد (صولونغ) وهي تعني بلغة سكان دارفور العربي الأصل .
صولونغ
قرب السلطان احمد صولونغ اليه كثيرا واستعان به وقام بتزويجه ابنته الوحيدة خيرة وانجبت منه الأمير سليمان صولونغ وعند وفاة والدها السلطان كان من المقرر ان تؤل السلطنة اليها الا انها اختارت التنازل عنها لابنها سليمان وكان شابا حينها وهو يعد الجد الأصلي لقبيلة (الفور) السودانية الحالية والسلطان علي دينار هو أحد احفاده واخر سلاطين سلطنة الفور الإسلامية .
كسوة الكعبة
يقول أحمد التجاني حفيد السلطان علي دينار ان الروايات قد تضاربت حول السلطان علي وحاد بعضها كثيرا عن الصحة بيد ان الثابت تاريخيا بما لا يدع مجالا للشك بانه أخذ على عاتقه كسوة الكعبة المشرفة لعدة أعوام وكان موكب كسوة الكعبة التي كان يمول تصنيع قماشها الثمين في مصر موكبا مهيبا يعرف بـ(المحمل) وقد كان يحمل بكل طيبات بلاد السودان من الأغذية المحلية القيمة على رأسها الدقيق والسمن البلدي وجرت العادة ان يبدأ الاستعداد للمحمل قبل حلول شهر رمضان المعظم حيث يحل في ضيافة السلطان وفود قيادات القبائل بدارفور كل حسب إستطاعته لإثراء خيرات المحمل كل حسب إستطاعته .
ابار علي
ويضيف قائلا كان المحمل يتحرك من دارفور مباشرة في اليوم الثاني لعيد الفطر نسبة لطول المسافة في درب الاربعين بعد ان يتم إختيار اشجع الفرسان من القبائل المختلفة لحماية المحمل من النهب حيث كان ينتظره عند وصوله كافة سكان منطقة الحجازوغيرهم من الحجيج واستطرد قام السلطان علي دينار بحفر (ابار علي) الشهيرة بهدف سقيا الحجيج بعد ان شكى احد الوفود التي تحمل المحمل من وفاة اثنين عطشا فكان ان ارسل لحفر الابار التي اطلق عليها اسمه تيمنا به والتي يظنها البعض اسميت بابار علي تيمنا باسم الامام علي بن ابي طالب .
فندك علي دينار
وعن شهرة السلطان بانه كان طاغية يسعى لسفك الدماء وقطع روؤس معارضيه نفى حفيده النقيب أحمد التجاني هذا الامر قائلا ان هنالك العديد من الاخبار والروايات المغلوطة التي نقلت عن جده اشهرها انه كان يمتلك (فندك) خاص يقوم فيه بقتل معارضيه فيه عبر هرسهم داخله قائلا كيف يتثنى لمن قام بكسوة الكعبة وسقيا الحجيج ان يقوم بقتل المسلمين على هذا النحو الشنيع مبينا ان السلطان كان يمتلك داخل قصره شجرة تسمى بـ(شجرة الأطرش) يجلس تحتها شاكيا كل من لديه مظلمة فيطل من شرفة قصره السلطان ويناديه ليسمع منه وينصفه .
شجرة الاطرش
ويضيف قائلا يحكى عن ان احد النسوة جاءت الى شجرة الاطرش وقد بدأ الحزن على محياها ولما ناداها السلطان للاستماع إلى شكواها ذكرت بان بعض الأمراء قد دخلوا إلى حقلها وحازوا على بعض من ثماره هم واصحابهم وخربت خيولهم جزء منه فما كان به الا ان ارسل في طلب ابنائها يستجلي عن حقيقة الامر فلما اقروا بما قاموا به امر بجلدهم ومعاقبتهم بالحبس لمدة شهر كامل وقام بتعويض المرأة عما اصابها من ضرر بما يزيد عن حقها ولم تكن شجرته الشهيرة تقتصر على الرجال والنساء فقط فقد روي ان احد الاطفال جلس يوما تحت هذه الشجرة فقام السلطان بمناداته ليعرف سبب جلوسه فاشتكى الغلام من قسوة شيخ الخلوة الذي يقوم بضربه بالعصا ويوقع عليه العقوبة المشددة فارسل السلطان علي دينار واحضر الشيخ وعلم منه بانه يقوم بضرب الغلام نسبة لما يراه فيه من تفوق ونبوغ في درب التعليم الا انه يرفض الجلوس الطويل داخل الخلوة لحفظ القران وعلومه ويستعيض عنه بصيد العصافير بالنبال فامره ان ياخذه باللين وقام بتقديم الهدايا للغلام وشيخه .
نظام الحكم
يقول رغم ان نظام السلطنة عادة ما يقام على سيادة الفرد الا ان السلطان علي دينار عكس ما يشاع عنه عمد الى تكوين مجلس للشورى في السلطنة يضم ممثلين لكافة القبائل الموجودة في دارفور انذاك وقد كان رئيس القضاء القاضي إدريس من قبيلة (الدناقلة) من شمال السودان كما كان قائد الجيش حسن بشير نصر من قبيلة (الشايقية) من الشمال ايضا وقد كان نظام الإدارة الأهلية الذي استنه يعتمد على قيادات القبائل من العمد والمشايخ والشراتي الذن تكون لهم كلمة مسموعة في مناطقهم هو النظام المتبع للحكم عنده

No comments:

Post a Comment

من هو الافضل للسودان

ويسألونك ..؟ محمد امين ابوالعواتك في اوقات الظلم وغياب السلم والامان والفقدان الموجع.. إن من يصنع الفرق هو كل من يوقد الامل وينشر شعاعه ويصن...

Search This Blog