Saturday, December 5, 2015

ألمانى يتحدث اللغة النوبيةإهتمام متزايد من الأوروبيين بالحضارة السودانية

ليس دفاعا عن اللغة النوبية وإنما لماذا تهتم أوروبا بالحفاظ عليها؟
* من بكري الصايغ ـ لايبزج ـ المانيا ولما كان موضوعا محبطا للنوبيين ـ ذلك الذي نشر بجريدة «الشرق الأوسط» بتاريخ 2/6/2001 الذي جاء تحت عنوان (اللهجات النوبية والامازيغية في عصر العولمة.. ما هو مصيرها؟)، ومسيئا للغتهم الضاربة في القدم ـ رأيت ان اكتب لكم آملا ان تسمحوا لي بالتعليق التالي:
من منا نحن السودانيين لا يعرف كيف انه في عام 1994، كان هناك غضب شعبي عارم شمل كل ارجاء المعمورة السودانية من جراء تلك القرارات الغربية كماً وكيفاً على كل السودانيين التي اتخذتها الحكومة في ذلك الوقت والتي كانت في مجملها مجموعة من القوانين التي سنتها الدولة ووزعتها على وزاراتها المتعددة ومنظماتها الاسلامية بهدف اسراعها في تطبيق واحلال اللغة العربية محل اللهجات واللغات الاخرى السائدة في المناطق والمديريات غير العربية والداعية ايضا كل الجهات السياسية لبذل قصارى جهودها في هذا الامر وتمكين لغة البلاد لتسود وتعمم. ومن منا ينسى كيف ان القرارات الاخرى، التي صدرت في نفس العام والتي هدفت للقضاء الكامل على الثقافات والتراث الموجودة في المناطق التي لا تدين بالاسلام، قد طبقت في بداية الامر بمنتهى القسوة والرعونة حيث راحت السلطات الامنية تعمل ليل نهار على ترحيل السكان في غرب السودان واجزاء من الجنوب قسرا وتشتتهم في داخل المدن والمناطق العربية بالشمال والشرق بهدف اضاعة هوياتهم واصالتهم وتراثهم. بل انها قامت بجمع كل الاطفال والشباب من ابناء المناطق الوثنية وادخلتهم في معسكرات الجهاد وراحت تمارس فيهم عمليات (غسيل مخ) قاسية، وتم استبدال اسمائهم بأخرى عربية واجبروا بعدها على الانخراط في الميليشيات الاسلامية. تقول كتب التاريخ انه في عام 1995، قامت الحكومة السودانية باصدار اوامرها الحازمة بقطع كل طرق المواصلات وخاصة السكك الحديدية بهدف منع وصول الامدادات الغذائية وضروريات الحياة عن سكان مناطق النوبة في شمال السودان وفرض الحصار الكامل عليهم. وهو الامر الذي لم يقو النوبيون على تحمله طويلا فنزحوا للداخل وهذا ما كانت تسعى اليه الجبهة الاسلامية من تشتيت لقوى النوبيين. ولكن كل هذه الاجراءات السودانية لم تفت على الامم المتحدة في ذلك الوقت، فلفتت نظر السودان الى ان هذه القوانين والاجراءات السارية والمطبقة في كثير من الاقاليم والمناطق السودانية تتنافى تماما ومبادئ حقوق القوميات والاقليات في حقهم الكامل في الحفاظ على هوياتهم وتراثهم ولغاتهم وعاداتهم واديانهم، وقامت منظمة الامم المتحدة ايضا في عام 1996، بتذكير وفد السودان الدائم بالامم المتحدة، بأن على السودان ان يلتزم بمبادئ المنظمة وقراراتها طالما هو عضو فيه والا تعرض الى مقاطعة كبيرة وشاملة ووقف المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية له.
واليوم وبعد سبعة اعوام عجاف من صدور هذه القوانين المناهضة والمجافية لحقوق الاقليات والقوميات في السودان يكتب احد النوبيين وفي جريدة «الشرق الأوسط» ويطالب جهارا نهارا بعدم احياء اللغة النوبية في شمال السودان بحجة ان اللغة العربية اصبحت وسيلة التواصل بين ابناء السودان وان احياء مثل هذه اللغات واللهجات سيؤدي الى تمزيق الوطن العربي، ناسيا ان اللغة النوبية اصلا ولم تمت منذ 6 آلاف عام وما زالت حية ويتكلم بها 6 ملايين نوبي في السودان ومصر. واذكر بانه ان كان ينادي بنفس الافكار التي ما زالت الجبهة الاسلامية السودانية تدعو لها من وأد للهجات المحلية واللغات الموجودة في البلاد فان الانجليز الذين حكموا السودان طويلا احترموا لغات وعادات وتراث هذه القوميات ولم يفكروا يوما في القضاء عليها، ومن هذه النقطة نفهم يا دكتور ان المستعمر الانجليزي كان ارحم واكثر تفهما وتعقلا من الجبهة الاسلامية في موضوع احترام التراث واللغات، ونذكر ايضا انه وحاليا تقوم الجامعات البريطانية بالاهتمام وبصورة كبيرة باللغة النوبية، بحكم انها كانت قديما لغة التواصل والتفاهم ما بين حضارات المنطقة، وانها حتى اليوم ما زالت تعطي الجديد في كشف خفايا واسرار الغموض فيما هو مكتوب في معابد واهرامات الفراعنة، وبهذا الصدد يقول البروفسور الالماني هنكل عالم الاثار المعروف الذي قضى ثلاثين عاما من عمره في منطقة النوبة السودانية وساهم خلالها بنقل كل الاثار النوبية القديمة من مناطقها وقبل الغرق وبنى لها متحف السودان القومي «ان هذه اللغة النوبية لا بد ان تبقى وتعيش، فنحن يوميا ومن خلال اكتشافاتنا من اثار وايقونات جديدة، نشم فيه رائحة اللغة النوبية القديمة، بل ان هذا البروفسور الذي يتكلم العربية والنوبية يقول وبعد ان استطاع اكتشاف 200 هرم نوبي قديم في منطقة مروى بشمال السودان انه ولأول مرة يجد رسومات منحوتة في صخور هذه الاهرامات التي لا توجد في اي مكان اخر في المنطقة السودانية او المصرية ـ فهناك منحوتات لحيوانات ما كانت تعيش اصلا في الشمال السوداني ـ مثل الزراف والافيال وهو هنا يطرح سؤالا حول «ترى هل كانت هناك في الزمان القديم هجرات من الحيوانات الاستوائية لمناطق وادي حلفا»، ويكمل البروفيسور ان التعمق في اللغة النوبية وفك الغازها هو الكفيل بمعرفة الحقائق. نقول للدكتور صاحب فكرة وأد اللهجات واللغات.. انه وفي المانيا قد قام الدكتور رونالد فيرنس بتأليف قاموس نوبي الماني، انجزه في ثلاثين عاما، وهدفه كشف الجديد في هذه اللغة التي ما زالت تعيش ومنذ 6 آلاف عام ولم تنقرض!! نقول للاخ الدكتور ايضا ان الحكومة الالمانية قامت بانشاء كلية جديدة في جامعة «هومبلت» ببرلين تهتم بدراسات النوبة واثارها وعلومها، واطلقت عليها كلية Sudanologie والتي يؤمها الان عشرات الطلاب اصحاب الدراسات قد وصلت الى قلب اللغات الاوروبية القديمة. كل ما اود ان اقوله للدكتور كاتب المقالة المحبطة: ان الذين ينادون بوأد اللغة النوبية يرتكبون جريمة في حق النوبيين والذين هم الوحيدون في هذا العالم الذين يتكلمون باللغة التي تكلم بها سيدنا موسى (النوبية).. وبالعربية التي يعتبر سيدنا محمد النبي الكريم من اهلها.http://archive.aawsat.com/details.asp?article=43495&issueno=8238#.VmYpIPV6-QE
https://goo.gl/photos/GTmFeBYktvAGUAwV8

No comments:

Post a Comment

من هو الافضل للسودان

ويسألونك ..؟ محمد امين ابوالعواتك في اوقات الظلم وغياب السلم والامان والفقدان الموجع.. إن من يصنع الفرق هو كل من يوقد الامل وينشر شعاعه ويصن...

Search This Blog