Tuesday, August 25, 2015

اغاني الحماسة و الدلوكة في السودان

اغاني  وقصايد  من خلال  الـدلــوكــــة,الحماسة, البنــات,السيرة, السبـاتـة, الحكامات
الاصدقاء الكرام في بت السودان  لكم التحية والتقدير 
إخترت العنوان أعلاه حيث وبمشاركتكم جميعا أن نثـــري هذا البوست بالمواضيع والمواد التي تجعله ذو فائدة, وايضا كتواصل للأجيال مع التراث .... وسأستصحب معي أراء وبحوث تمت بواسطة علماء,كتاب وباحثين بهذا الجانب ,إضافة لذلك, شخصي الضعيف سأبذل قصارى جهدي باضافة المواد الغنائية, الاشعار, البطان والرقصات المصاحبة وغيرها (من المعينات السمعية والبصرية) .. في إنتظار مساهماتكم وإضافاتكم الكريمة مع مراعــاة (المحــاور وانسيابها) وايضــا نتوقع من الجميع (تصـــويب الاخطاء إن وجدت) الهدف هو توثيقي.... ضربة البداية ستكون مقدمة عن اجزاء هامة عن الموضوع المطروح بقلم الدكتور  احمــد القرشي 

بقلم د/احمد القرشي .... منقـــول 
اغاني الحماسة و الدلوكة
اغانى الحماسة في السودان والتي يطلق عليها اغانى السيرة أو الدلوكه ضرب من ضروب الشعر الغنائي الشعبي القديم ارتبط بأشخاص أو جماعات قبلية وفى معظم الأحيان بمواقف بطولية حدثت أثناء النزاعات والحروب التي كانت سائدة في القرون الماضية وهى أشعار تمجد الأخلاق الفاضلة والقيم الحميدة والشيم السمحة من كرم وشهامة وشجاعة وتضحية وإيثار ، ولهذه الأشعار تأثير كبير في إزكاء الروح القتالية وإلهابها وشحذ الهمم وحث الرجال على الثبات في المعارك ومقاتلة الأعداء وإدخال الحماسة إلى قلوبهم في وقت الحروب والشدائد ، وهي تطرد الجبن من القلوب الوجلة وتزيل عنها الخوف وتبث فيها الحماس والنخوة والشجاعة مما يجعل الممدوح يبلى بلاءاً حسنا وقت الشدائد والكروب ، بل في بعض الأوقات ترافق (الحَكَّامه) المقاتلين مرددة أشعارها الحماسية مما يعنى أن لهذه الأشعار رسالة تحريضية تحث الناس على القتال والثبات في وجه العدو ، فالإنسان بطبعه يحب المدح ويكره الذم ، والنبيل دائما ما يسعى لأن يكون عند حسن الظن لايخذل من امتدحه مهما كان الثمن باهظا حتى لوكان بذل المُهَج سيما وان معظم شعراء تلك الاغانى كن من النساء ، والرجل بطبعه في ذلك الوقت يسعى أن يكون من ذوي الحظوة عند عامة النساء نائلا إعجاب الفتيات برجولته وقوته وصبره على المكاره وتحمله للألم وشدته وثباته ، ولا زال بعض الرجال يعمل على إظهار قوتهم وشجاعتهم وجَلَدِهِم من خلال الجلد بالسياط أثناء حفلات الزواج وهي تقليد منتشر في كثير من نواحي السودان. ولقد وصف الأستاذ محمد عبدالرحيم في كتابه نفثات اليراع الإنسان السوداني ( بأنه قريب الانفعال شديد التأثر تستطيع أحيانا أن تحرك أعصابه بقليل من التحريض ممزوجا بقليل من التحميس ولا سيما إذا كان موتورا فهو ساعتئذ يلتهب كالنار وينطلق كالسهم مضحيا بكل شئ تحت تأثير ما سمع من تحريض وإغراء ... انتهى ) ولكنى أقول إن البعض لم يكن موتورا لكنه مضحيا بنفسه تحت تأثير أغانى الحماسة أو إيمانه بقضيته وربما لو استخدم الأستاذ المؤرخ محمد عبدالرحيم كلمة (متهور) عِوضاً عن (موتور) لكان الوصف أدق 
ومن الأمثلة التي يمكن إيرادها لمعرفة دور شعر الحماسة في التحريض ما ذكره الأستاذ محمد محمد على في كتابه ( الشعر السوداني في المعارك السياسية ) ، إن إسماعيل باشا بعد أن استقر بدنقلا أرسل إلى الشايقية كيما يسلموا أنفسهم وأسلحتهم وخيلهم كما فعل غيرهم فأجابوه بأنهم مستعدون أن يدفعوا ضريبة أو اتاوة أما تسليم الخيل والسلاح فلا ، ولكن إسماعيل لم يرتاح لهذا الرد وبعث إليهم بخطاب آخر يقول فيه إن والده يريدهم شعبا يفلح الأرض ولايريد منهم أن يحملوا السلاح فأمسك ملكهم الخطاب وجلس على الأرض ينظر في الأمر ، إنهم لم يتعودوا الخضوع بهذه الصورة ، فقد رفعوا عنهم أيدي ملوك سنار وملوك العبدلاب وهزموا المماليك وقذفوا بهم جنوبا (السودان عبر قرون لمكي شبيكة ) ولكن أين قوة سنار وملوك العبدلاب وأين عدد المماليك من هذا الجيش الجرار ؟ إنهم الان لا يلاقون رجالا يحملون السيوف والرماح والتروس ، وإنما هي قنابل تنصب عليهم من أفواه البنادق والمدافع من حيث يعلمون ولا يعلمون (كتاب الشعر السوداني في المعارك السياسية لمحمد محمد على ) 
ولكن الشاعرة مهيرة بنت الشيخ عبود لم تدع للملك فرصة للتروي وإعمال الرأى بل وقفت على رأسه وصاحت 
الليلة العقيد في الحله متمسكن .... في قلب التراب شُوفنُّ متجكّن
الر َّاى فاقدُ ولايدرك ولايمكن .... لا تتعجبن ضيم الرجال بمكن
والأبيات تعنى أن رئيس القوم ، على غير عهدنا به ، فقد ظهر في الحِلة مسكينا وجلس على التراب متداعيا خائرا فانظرن إليه يا بنات لقد فقد الرأي وهو لا يدرك شيئا ولا يبرم أمرا ، ولا تتعجبن يا بنات إنه أحس بالضيم والعجز ، ويدور توبيخها اللاذع في صدور الرجال وكأنه شلال من نار ، ولكن العقيد ما يزال ملتصقا بالأرض وهم ينتظرون أمره، وتدنو منه الشاعرة وتصيح فيه بنغمة لم تألفها أذنه من قبل ...
أكان فرّيت يا رفاقتنا ..... أدونا الدّرق هاكم رحاطتنا
إن أردتم الفرار فهاتوا أسلحتكم وآلة حربكم وهاكم مآزر العذارى ولتخرج النساء بدلا عنكم للقاء الأعداء والدفاع عن الأرض والشرف
وهنا لم يطق العقيد صبرا فنهض وقفز على ظهر حصانه الأغر وقاد جحافل الشايقية إلى لقاء النار ، وركبت الشاعرة هجينا وسارت أمام الجيش تغنى في حماسة ونشوة
الليله استعدُّوا وركبوا خيل الكر .... وقدّامن عقيدن باللّغر دفر
جنياتن العزاز الليله تتنتر ...... ويا الباشا الغشيم قول لي جدادك كر
في هذا الجو الحماسي دارت معركة كورتى الشهيرة وكانت الغلبة للسلاح الناري الفتاك . 
 المصدر:الشعر السوداني في  المعارك السياسية تأليف محمد محمد على 
بقلم د/احمد القرشي .... منقـــول (2) والشكر للأستاذ (أواب الديـامي) والذي إستعرنـا منه هذا الموضوع
..

اغاني الحماسة و الدلوكــة
بتريد اللطام والواعى مابوصو ... الاغانى التى تمجد عبدالقادر ود حبــوبـه
الاسم الكامل لود حبوبه (عبدالقادر محمد إمام إدريس) ولقب حبوب أو حبوبه لقب تعرف به الأسرة ويقال إن له جدة اسمها حبوبه أخذت منه العائلة هذا الاسم. ولقد كان والده ناظرا للحلاويين في أواخر العهد التركي . ولد ود حبوبه في قرية قوز عبدالسلام وليس هنالك تاريخ محدد لولادته ولقد كان شابا قويا محبا للخير كارها للظلم عمل بالزراعة ..... تعرف ود حبوبه بالإمام المهدي بقرية طيبة الشيخ القرشي عندما كان المهدي يبنى قبةً لأستاذه الشيخ القرشي ود الزين وعندما قامت الثورة المهدية كان عبدالقادر من مؤيديها ومناصريها ، ولقد شارك في كل معارك المهدية ما عدا معركة كرري، وأصبح من كبار مستشاري الإمام المهدي كما كان مقربا من الخليفة عبدالله التعايشى ، ولقد كان الخليفة متزوجا من إحدى كريمات عبدالقادر ( المصدر... صديق محمد احمد البادي لمحات من حياة عبدالقادر ودحبوبه )، ولقد رافق ود حبوبه حملة عبدالرحمن النجومى إلى مصر واسر هنالك و استطاع التخلص من الأسر هو وشقيقاه عبدالباقى وحسين أما والدته فلقد استشهدت في الحملة ( صديق البادي نفس المصدر السابق ) وبعد موقعة كرري والتي لم يشارك فيها ودحبوبه (ارجع البعض السبب لمرضه) عاد ود حبوبه إلى منطقة الحلاويين . وكان عبدالقادر ونفر من أصحابه يجوبون المناطق المختلفة يسمعون الناس قصائدهم التي يمدحون فيها الرسول (ص) والإمام المهدي ويتلون القرآن ويقرأون راتب الإمام المهدي ولقد عرف عن ود حبوبه انه كان يؤلف الكثير من المدائح ولقد اسمعني الراحل بادي محمد الطيب الكثير منها .. واعتبر الانجليز هذا تحريضا من ود حبوبه وبداية لثورة مهدية جديدة... ولقد كانت بداية الثورة في التقر حيث قتل عبدالقادر المفتش مستر س . سكوت منكريف والمأمور واليوزباشي محمد شريف وكان ذلك في 29/4/1908 ولقد جاء المفتش والمأمور وحراسهما إلى التقر بالجمال ولقد أرخت لنا رقية محمد إمام هذه الحادثة بالأبيات الآتية ...
العمير للسوم تيّم في التقر قال:
القوى والضعيف من عينو طار النوم 
بختوا من اللوم الكفرة النجوس ما
حجرت الدرب خليت جمالهم تحوم 
*********
الأسد النتر وقال الدين منصور 
لمولوا الاورط جابوهم بالبابور 
العمد الكبار كلامهم بقى مدحور 
كم فقشت مدير وكرمت بالمأمور 
أرسلت الحكومة الاورطة 13 من مدني بقيادة مكوين بك واحمد إبراهيم زاده ولقد عسكروا في كتفيه عند حلول الظلام ، ولقد رأى أنصار ودحبوبه مهاجمة هذه الاورطة ليلا وذبح أفرادها، فبدأوا بذبح الهجانه الذين كانوا ينامون يمين الأورطة فقتلوا عددا كبيرا منهم ولكن عيسى محمد إمام حبوب أخو عبد القادر تحمس وهو يصيح في قمة النشوة قائلاً ( الدين منصور) فاستيقظ مكوين وأطلق رجاله مدفعهم الرشاش على أنصار ود حبوبه فحصدوا منهم الكثير، ولقد بات ود حبوبه في تلك اللية بقرية ود البصير وفى الصباح توجه إلى الكاملين وعند قرية الدبيبات الواقعة في مجلس ريفي المعيلق انقض عليه مجموعة من الدباسين ولقد برر الأستاذ صديق البادي قبضهم على ود حبوبه قائلا (والأمانة التاريخية تقتضى أن أقول أن الدباسين لم يفعلوا ذلك عداءً للحلاوين وإنما أرادوا بذلك حقن الدماء بالمنطقة).. معركة كتفيه صورتها لنا رقية أيضا قائلة 
الأسد النتر بى جيهة الأبقار 
لمولو الاورط شايلين سلاح النار 
ود حبوبه قام ورتب الأنصار 
في كتفيه ديك كم شبعن صقار
لمزيد من التفاصيل الرجاء مراجعة الكتاب القيم الذي كتبه الأستاذ (صديق محمد احمد البادي – لمحات من حياة عبدالقادر ود حبوبه

بقلم: د/احمد القرشي .... منقـــول (3) والشكر للأستاذ /أبوبكر الرازي 
(بمنتديات (كبوشية)


أغنيـــة(بتـــريــد اللطــام) قصيدة حماسية للشاعرة (رقيــــة ....أخــت ود حبـــوبــــة)

بتريد اللطام أسد الكداد الزام 
هزيت البلد من اليمن للشام 
سيفك للفقر قلام 
*********
ديّم في التقر انصارو منزربين 
بالصفا واليقين حقيقة أنصار دين 
بالحرب أم طبائق قابلوا المرتيين 
في وش المكن رقدوا التقول نايمين
*********** 
ديّم في التقر انصارو زاربنو
بعهدوا القبيل بعيسى تاهمنوا 
اتلموا العمد ليهم نقر سنوا
الهوج والشرق طار المنام منوا 
**********
ديّم في التقر قال العمير للسوم
القوى والضعيف من عينو طار النوم 
الكفرة النجوس مابختوا من اللوم 
حجرت الدرب خليت جمالهم تحوم 
*********
الأسد النتر وقال الدين منصور 
لمولوا الاورط جابوهم بالبابور 
العمد الكبار كلامهم بقى مدحور 
كم فقشت مدير وكرمت بالمأمور
*********** 
الأسد النتر بى جيهة الأبقار 
لمولو الاورط شايلين سلاح النار 
ود حبوبة قام ورتب الأنصار 
في كتفيه ديك كم شبعن صقار
*********** 
الإعلان صدر واتلمت المخلوق 
بى عيني بشوف أب رسوة طامح فوق 
كان جات بالمراد واليمين مطلوق 
ما كان بنشنق ود أب كريق في السوق
***********
الإعلان صدر واتلمت الحلال 
نصبولو السلاح واتكرنف الخيال
قدر الله الحصل و الزمان ميال 
منسول من أبوك ماك ود حرام دجال
*********** 
بتكلم بقول بوريك شن حسبوا 
نايبو السنين منّو الرجال حسبو
كل الخاصموك في الآخرة ما كسبوا 
التبعوك جنود لله ما انتسبوا
***********
رضوان الإله تملأ الضريح كافور
مسك الرحمه لاح منو يلوح النور 
اغفر سيئات كل من يجيك زور 
في الفردوس هناك يتمنى مهما يدور

(يتبـــع توثيق الدكتـــور (أحمد قرشي
سنحاول شرح بعض كلمات هذه الأغنية مستصحبا معي قاموس اللهجة العامية في 
السودان للبروفسور عون الشريف قاسم 

الكــداد : شجر بعينه مشهور بشوكه ولعلها القتاد ومن ذلك قولهم شوك الكداد

 قالت إحدى النساء ( اخوانى إخوان الكداده ، أسياد المهره أم قلاده ، اسياد القرعة ام جمادة  

وقال آخر
 أنا ود الحي يابس كداده 
ضفر الديك ووقدوم الجدادة                            
التقر : نبات خلوي ترعاه الإبل وتقصد بها الشاعرة منطقة بالحلاويين 
المرتين :اسم بندقية قديمة
المكن : تقصد به الرشاش 
العمير للسوم : سوم اى باع ووهب وعرض للبيع ، قال الشايقى .. عِلّ (إلا) أنا أب روحا سايما يا غرق يا جيت حازما
كتفيه : قرية بمنطقة الحلاويين 
بعيسى تاهمنو : بعض أعداء ود حبوبه اتهموه زورا وبهتانا بأنه ادعى
العيسويه وانه عيسى بن مريم خاصة وانه في تلك الفترة ادعى أكثر من رجل انه
عيسى بن مريم ولقد إعدام كل من ادعى ذلك



No comments:

Post a Comment

من هو الافضل للسودان

ويسألونك ..؟ محمد امين ابوالعواتك في اوقات الظلم وغياب السلم والامان والفقدان الموجع.. إن من يصنع الفرق هو كل من يوقد الامل وينشر شعاعه ويصن...

Search This Blog